مؤمن الجندي يكتب عبر جريدة الفجر: أخطر صفقة في العالم

مبابي إلى مدريد.. صلاح إلى الهلال السعودي.. ميسي ينتقل إلى ريال مدريد؟ كريستيانو رونالدو إلى الزمالك؟ هذه هي أخطر صفقات العالم أو ما يحلم به جمهور كل فريق من هذه الفرق.

ولكن ليس كل هؤلاء بل هناك صفقة آراها أخطر صفقة في العالم! أرى إنك متشوقًا لمعرفتها.. هيا بنا.

محمود الزنفلي.. اسم ربما لا يعرفه الناس إلا القليل من متابعي كرة القدم المصرية، ليتحول بين يوم وليلة إلى تريند جوجل والسوشيال ميديا، بعد أن قرر نادي الأهلي التعاقد معه لتعويض غياب حارسه الأساسي محمد الشناوي للإصابة.. ولكن لماذا صفقة الزنفلي أخطر صفقة في العالم؟

هل لمهارة الحارس أو لقدراته؟ الإجابة لا! ولكن في الصفقة قصة وعبرة تؤكد أن حكمة الله فوق كل شيء وأن ليس للإنسان إلا ما سعى.

الزنفلى حارس مميز ولكنه إنسان بسيط، بدأ حياته الكروية مع وادي دجلة ثم المنيا وأسوان والرجاء والاتحاد وصولا للبنك الأهلي الذي انضم له مع صعوده للدوري المصري ثم انضم للداخلية.. انتهت القصة؟ لا.

منذ أيام قليلة وتحديدًا قبل مباراة منتخبي مصر والكونغو بكأس الأمم الأفريقية 2023 بكوت ديفوار، أعلنت وسائل الإعلام تعاقد الأهلي مع محمد أبو جبل حارس مرمى البنك الأهلي على سبيل الإعارة لتعويض عياب الشناوي، فذهب البنك الأهلي وتعاقد مع الزنفلي من الداخلية ليعوض رحيل جبل.. لتحدث المفاجأة.

من ألم إلى أمل.. قصة مُلهمة لحارس الأهلي الجديد

يتراجع الأهلي عن ضم أبو جبل، فيلغي البنك الأهلي اتفاقه على ضم الزنفلي، ليعيش الحارسين لحظات مؤلمة ولكن الله كان له حكمته فرب الخير لا يأتي إلا بالخير.. فانظر ماذا حدث؟

أعلن الأهلي ضم محمود الزنفلي من صفوف الداخلية! لتتحول لحظات الحارس من ألم إلى أمل.. من يأس إلى تفاؤل وحماس وتحدي، وهنا تكمن خطورة الصفقة.

حكمة الله عز وجل، إن يحول الأمر -الذي هو في ظاهره شر- خيرًا، حكمة يعلمها الجميع ولكن ربما لا يقتنع بها الكثيرين من أعماق قلوبهم.. رغم أنها حقيقة واقعية نعيشها كل يوم وستظل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

لا ترتكن في حياتك إلى اليأس مهما ضاقت بك الظروف، “فكر..اسعى.. اتعب.. اجتهد.. طور” وكن مؤمنًا بالله ستصل حتمًا لا محالة.. هذا ليس كلامي أو تجربتي ولكنه واقع عاشه من قبلنا وسيواكبه من بعدنا.

إن أخطر صفقة في العالم ليست كروية أو رياضية أو حتى “بيزنس”.. بل علاقتك مع الله وإيمانك المتناهي بأن لله حكمه.

أخيرًا، لتعلموا أن ما أصابكم لم يكن ليخطئكم، وما أخطأكم لم يكن ليصيبكم، فلا تأسوا على ما فاتكم؛ لأنه لو قدر شيء لكان، ولا تفرحوا بما آتاكم، أي لا تفخروا على الناس بما أنعم الله به عليكم، فإن ذلك ليس بسعيكم ولا كدّكم، وإنما هو عن قدر الله ورزقه لكم.

للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك اضغط هنا



اترك تعليقاً